حينما تكون المزية رزية !!!!!!!!

إن التضخم الثقافي واتساع المصادر المتنوعة لاكتساب ما عند الآخر
سبب من أسباب التخلي عن الثوابت الحقيقية في هذه الأمة
التي تختلف عن غيرها اختلافا واضحا يسبب استمرارية التدخل الخارجي
للتقريب بين ما هو حقيقة منشودة وشهوة أنانية بحتة .

ناجتني القرونة يوما ما :

هل لآدمي من أولي الحجى أن يعيش بلا ثوابت سواء كانت شريفة أو بلا شرف ؟

أعتقد أن الأغلبية ترسم ثوابتها , وهنا مربط الفرس الذي قد أضاع مكانه كثير منهم في هذا الزمن.

ما هو الثابت المستقر في عقل المسلم العربي ؟

أغربَ بعضهم حينما زعم أن الجمود الثقافي والتخلف الفكري سببه التمسك بثوابت الإسلاميين .
وعدَّ التكلم في الأفكار الأساسية بصبغة إسلامية رجعية وبدعة على أسس الفكر الناضج العقلاني !
وربما استجاز من أمثاله الرجعية المتلبسة بلباس الثقافة المتقدمة
التي تسبب أزمة التضخم التي يقع فيها هو بإيعاز من أصدقائه الحمر .

ويجهل جاهل أو يتناسى مكابر أن الثقافة العربية أصلها إسلامية .
وهذا الجهل أو التناسي باعتقادي أن من أسبابه التضخم الثقافي المتعدد المصادر
الذي انفتح على الأفراد عامة .


ولعل هذا التضخم والاتساع أحدث رزية مزرية وبلية غريبة حلّت بالثقافة الجديدة , حيث أحدثت صنفا يعرف ولا يعرف !
صنف أخذ من كل بحيرة قطرة من قطرة .. أدى ذلك إلى ارتفاع أذناب على منابر الرؤوس وتَقدُّمِ الخلْف على الأمام ,
حتى تختلط النقائض وتذوب الثوابت وتُخبأ الحقائق.


ومن إحداثات التضخم : انقراض التخصص أو بمعنى أصح قلة وجود أصحاب التخصصات
وهذا من أسباب تخلف أمة ما .

جميل أن تكون هناك عقلانية متزنة تسوسها الثوابت الأساسية
التي تتسم بميسم الثقافة الموسوعية المعقولة التي لا تطغى على جانب من الجوانب .


حتى إذا دخلت رزية التقليد الأعمى واللاموضوعية الثقافية والموسوعية المرسومة في الأحلام السرابية ,
نفتقر إلى ثورة فكرية حقيقية تخرج عقولا من مغارات موحشة وتمنع سرابا من العبث بعيون الشعب المثقف ,
وتبني قاعدة ثابتة مستقاة من أعذب نهر أبيض .











فنحن حقا نحتاج إلى ثورة !!!